رياضة أين أنتم يا رجال الإفريقي : سليم بن عثمان فقد بصره، وعزّة نفسه تمنعه من طرق أبوابكم !
سليم بن عثمان أسد أخشاب الإفريقي أيّام الزمن الجميل.. سليم ذلك القائد الذي كانت ترتعد أمام قوّة شخصيته فرائص بقية نجوم من طينة سمير السليمي وبسام المهري وعبد الرزاق شحات وقيس اليعقوبي وفوزي الرويسي وخاد السعيدي ومحمد الهادي عبد الحق ومنير الجايز وعادل ساسي والسيد البرقاوي وغيرهم، دارت عليه الأيام وانقلب عليه الأصحاب والأحباب وصار أسيرا لوحدته وظلمته بعد أن أنهكه المرض وحكم عليه بفقدان البصر كما أشرنا إلى ذلك في نسختنا الإلكترونية منذ قرابة الأسبوع..
نعم سليم ملك «كاج» الإفريقي، سليم الذي سبق عصره في الوهرة، والأناقة.. سليم «المهبول» بحبّ «الأحمر والأبيض».. سليم الذي عاصر رجالا من طينة حمادي بوصبيع وفريد عباس وحمودة بن عمار وغيرهم من أقطاب التسيير في نادي باب الجديد، لم يجد من يواسيه في محنته ويأخذ بيده ويتكفل بعلاجه.. لم يجد من أصدقاء الأمس إلاّ عدد قليل بكوا بحرارة عندما شاهدوا العملاق فاقدا لنعمة البصر، ومع ذلك لم يتخل على عزة نفسه ولم يحاول طرق أبواب «أثرياء» الإفريقي ليخرجوه من ظلمته ويكفكفوا دموعه..
أين عطفكم؟
آه ما أقسى هذه الحياة، فكم أدارت «بظهرها» وأشاحت «بوجهها» على إنسان لم يبخل بقطرة عرق واحدة على الإفريقي.. إنسان في «طمبك» نجوميته كان «الممثّلون» يتظاهرون له بالحبّ والودّ، لكن بمجرد أن حكمت الأقدار بأحكامها إنتفض من حوله المقربين إلى قلبه وبقي سليم بن عثمان يتأوّه ويتألم في عزلة تامة ومع ذلك لم يوظّف «مصيبته» لدغدغة مشاعر الناس طمعا في عطفهم وإحسانهم، أجل سليم بن عثمان أكد أنّه عزيز النفس وأنفته منعته من إستعطاف الآخرين ومن إستدراج «أثرياء» الإفريقي ليقوموا معه بالواجب..
إنّ ما حصل لهذا الحارس الكبير «قضاء وقدر» و«المكتوب على الجبين لازم تراه العين».. ومادامت الأقدار الإلهية إختارت سليم بن عثمان ليكون ضحية مرضه فإنّنا في «أخبار الجمهورية» نطلق نداء إستغاثة نأمل أن يصل صداه إلى رجال الإفريقي وغيرهم من أصحاب القلوب الرحيمة ليهبّوا إلى نجدة حارس كبير لم «يحسبها» يوما مع الإفريقي.. يا سادة إنّ سليم بن عثمان هو إبنكم.. هو الذي أسعدكم وأفرحكم.. وها أنّ وضعه الصحي اليوم يبكيكم.. رجاء لا تتخلوا عنه.. ولا تنتظروا منه أن يطرق أبوابكم.. لأنّ الرجل عاهد نفسه على عدم مدّ يده حتى ولو كلفه ذلك الموت.. رجاء أنقذوا إبنكم..
الصحبي بكار